فصول في تزكية النفس

إن الهادي البشير هو معلمنا وهادينا ومؤدبنا، حيث أدبه ربه فأحسن تأديبه حتى خاطبه مثنيًا عليه، فقال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤] .
لذا حبّب إليه القلوب، وقرّب إليه النفوس فمالت إليه الأفئدة، ولما كان من أهم المهمات التي بُعث بها نبي هذه الأمة هي تزكية النفس وتربيتها وتهذيبها كما قال عز وجل في كتابه الكريم: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٩].
قال ابن عباس: «يعني بالتزكية، طاعَةَ الله وَالْإخلاص».
وقال سبحانه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس : ٩-١٠]. قال الحسن البصري: «مَعْنَاهُ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ فَأَصْلَحَهَا وَحَمَلَهَا عَلَى طَاعَةِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاهَا: أَهْلَكَهَا وَأَضَلَّهَا وَحَمَلَهَا عَلَى الْمَعْصِيَةِ».
فتزكية النفس اسم جامع لتطهيرها من المعصية ونماء خيرها بالطاعة، مع التأكيد على طاعات النفس غير الظاهرة وذنوبها على وجه الخصوص. لأجل ذلك يأتي الحديث عن تزكية النفوس؛ لأن المقصد الأساسي من رحلة العبودية هو تطهير النفس والجوارح من الذنوب، وتنمية خير النفس بالعمل والطاعة.
وبعد… فهذه فصول مختصرة كتبتها في أوقات متفرقة، أردتُ أن أجعلها بين يديك في هذا الكتاب الصغير، تديم النظـر فـيـهـا، فتجدد إيمانك، وتثير مكامن التزكية في نفسك وقلبك وروحك.
معلومات الكتاب
المؤلف
أحمد سالم
دار النشر
عالم الأدب للنشر والتوزيع
الحصول على الكتاب
يمكنك الحصول على نسخة من هذا الكتاب من خلال: