
أحمد سالم
ذكر الذهبي في ترجمة مسعود بن محمد الهمذاني أنه كان من خيار الناس. وكان يحب الصفح ويقول: الماضي لا يُذكر.
فقيل : إنّه رؤي في المنام بعد موته، فقيل له : ما فعل الله بك؟
قال:أوقفني بين يديه، وقال لي: يا مسعود الماضي لا يُذْكَر انطلقوا به إلى الجنة.
مقتطفات أخرى
بعض الناس لهم توجهات فكرية أو حياتية غير إسلامية، مع ذلك يدعمون بقوة حقوق الناس المتمسكة بعقيدتها وشعائرها الإسلامية، وهذا الدعم من منطلقات حقوقية طبعا مش دينية.
الدعم ده بعض الإسلاميين بيواجهوه بسخرية، أو بإلحاح على إن الدعم يجب أن يكون من منطلق إسلامي..
وأنا فاهمهم والله وعاذرهم، بس اللي الناس لازم تفهمه، إن المستقبل يسير بقوة عكس اتجاه الأربعين سنة اللي فاتوا، وأقصى طموحات أي حد عنده دين هيبقى بس عدم التفرقة، مهما يكن منطلق عدم التفرقة، انسوا اللي فات خالص وافرحوا بأي حد يدعمكم مهما كانت منطلقاته اعتبروه نجاشي عدى من تحت بيتكم عشان الباقي كلهم حافرين الأخدود وواقفين بيصقفوا، بلاش تعملوا جيتو زي اليهود عشان حتى الجيتو مش هيبقى مسموح بيه.
إن البهجة الأولى التي لا تنسى ، تلك التي زودتني بها اللغة كانت في إكتشافي ” الكلمات البذيئة ” .
لابد أنني كنت في الثالثة أو الرابعة من عمري عندما سمعت ذات مرةٍ إحدى هذه الكلمات . عندما أعدتها و لفظتها بصوتٍ عالٍ لأثير إعجاب الجميع صفعتني أمي و قالت لي ألا ألفظ تلك الكلمة ثانيةً .
حسناً ، فكرت إذن توجد كلمات ثمينة لا ينبغي على المرء أن يلفظها بصوت عال! إن هذا ليس صحيحاً تماما. فقد كانت لي عمة عجوز، اعتادت أن تتكلم بهذه الطريقة ، حالما تفتح فمها. و كانت أمي ترجوها عندما تأتي لزيارتنا ألا تتكلم هكذا بحضور الأطفال ، و هو رجاء ما كانت تلتزم به .
إن امتلاك مثل هذه الشخصية و هذه السلاطة في اللسان في بلدٍ شيوعي كان عبئاً جدياً . كانت أمي تقول : ” سوف ندخل جميعاً السجن بسببكم ” .
ثمة لحظات في الحياة تصرخ طلباً للشتيمة الحقيقية ، حيث يفرض الشعور العميق بالعدالة الضرورة المطلقة لكي نشنع بأفظ لغةٍ ممكنة ، أن نهزأ ، أن نصب الشتائم ، أن ننثرها و أن نغلظ القول .
كتب روبرت برتون قبل زمنٍ طويل في ” تشريح الكآبة ” : “لا أريد أن يمنعني أحدٌ من ارتكاب هذا الخطأ .” إنني أوافقه الرأي .
فإذا كان ثمة ما أُريد توسيعه و إيصاله إلى الكمال فهو ذخيرتي من اللعنات .
ذات يوم سمعت إمرأةً مسنة في مكتب المساعدة الإجتماعية تصرخ : ” ماذا تريدون مني؟ دمي؟ ”
ظلت تصب لعناتها على الناس طيلة خمس دقائق أخرى، ليس لأنها كانت تتوقع الحصول على ما يمكن أن يزيل عنها الحيف الذي لحق بها ، و إنما لتشعر فقط للحظة قصيرة بأنها معافاةٌ و نقية .
تشارلز سيميك.