أحمد سالم

أحمد سالم

في تكوين ملكة البيان، النثر أنفع كمرحلة أولى من الشعر؛ لكون غلبة الناس يُنتجون أفكارهم في شكل نصوص نثرية، وقد ذكرتُ في المنشور السابق ترشيحات كتاب النثر المعاصرين، وأذكر هنا، ترشيحات النثر التراثي والترتيب غير مقصود:

(1) البيان والتبيين للجاحظ، ويمكن البداية بأحد الكتب التي انتقت منه مختارات.
(2) الحيوان للجاحظ، ويمكن البداية بتهذيب الحيوان لعبد السلام هارون.
(3) عيون الأخبار لابن قتيبة، ويمكن البداية بكتاب: المختار من عيون الأخبار، نشر: عالم الأدب.
(4) العقد الفريد، ويمكن البداية بمختار العقد الفريد، نشر: عالم الأدب.
(5) الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي.
(6) كتب المقامات كتب ثروة في الغريب أكثر منها كتبًا تنمي ملكة البيان.
(7) تكرار النظر في كتاب جواهر الألفاظ مفيدة جدًا، وقد انتقت منه عالم الأدب متنًا يصلح للحفظ.
(8) خطب العرب ورسائل العرب لأحمد صفوت.

أما بالنسبة للكتب التي تجمع بين الشعر والنثر فأفضلها بلا شك: المنتخب من أدب العرب.

وبوابة القراءة الشعرية لمن أنهى المنتخب من أدب العرب هي:

(1) ديوان الحماسة لأبي تمام.
(2) المفضليات للضبي.
(3) المعلقات العشر
(4) مختارات البارودي.

مشاركة

مقتطفات أخرى

أريد أن أعرف الله، وأن أعرف نفسي، لا شيء أكثر، لا شيء على الإطلاق.

أوغسطين.

اقرأ المزيد

لا يعيب الإنسان أبدًا ولا ينقص من رجولته أن يُظهر اهتمامه بما يتعلق بالنساء وحقوقهن، وأن يظهر تفهمه لمشاعرهن وأن يحرص على إكرامهن، خاصة في مجتمع لا بد لنا أن نعترف أنه من أضيع المجتمعات لحقوق النساء، وإذا لم يحمل صاحب الحق ومريد الخير هم هذا= حمله عنه أهل الباطل ليجعلوه طريقًا للفساد.

نعم. لا يعيب هذا الرجل بل هو من واجباته الشرعية، وكون بعض أهل الفساد يدخل في هذ الباب بما لا يرضي الله، ويدخله أكثرهم برغبة في استمالة من يميل معه من النساء فيما يغضب الله قل او كثر= هذا لا ينبغي أن يحول بين الإنسان وبين تحمل مسؤوليته تجاه هذا الأمر.

يقول شيخ الإسلام: ((فالمؤمن يعرف المعروف وينكر المنكر ، ولا يمنعه من ذلك موافقة بعض المنافقين له  ظاهرًا في الأمر بذلك المعروف، والنهي عن ذلك المنكر، ولا مخالفة بعض علماء المؤمنين)).

 ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: استوصوا بالنساء خيرًا.

الفكرة كلها إن هذا الاهتمام بحقوق المرأة، والتفهم لمشاعرها لا يكون بالهوى وبما يظنه الإنسان خيرًا، وإنما يكون وفق حدود ما أنزل الله، وإن محاولة الإكرام هذه تكون لأهله ومحارمه، وأهل قرباه؛ فإن من ضيعهم فإنه لسواهم أضيع،  ثم بعدها يكون ذلك مع كل امرأة في موضع حاجة بحسب ما يبيحه الشرع لك من التعامل مع امراة لا تحل لك.

لدينا حديث عظيم لا ينتبه له الناس؛ لأنهم يوردون آخره ولا يتدبرون فيه.
عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان معه غلام له أسود يقال له أنجشة، يحدو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير».
الحداء جائز كما ذكرت من قبل وهو غناء خفيف اللحن جدًا فيه تحزين، والمقصود به أصالة هو الإبل فهو ترويض لها، وفعل أنجشة فعل مباح لا حرج فيه، الآن ما الذي نهاه عنه رسول الله؟
هل المحل هنا محل خوف فتنة؟
لا، لا مجال لهذا هنا أصلا، وإلا لكان حداء الرجل تسمعه المرأة حرامًا.
القضية كلها: أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد الرفق بعاطفة المرأة حتى مما يثير تحزينها كما هو أثر الحداء عليها.

يبهرك التوازن العظيم في الشريعة الذي تراه هنا، حرص على المرأة حتى مما يُحزن نفسها من حداء الإبل.

وفي المقابل تخيل معي النساء حديثات العهد بالإسلام الشريفات في أقوامهن العفيفات التي واحدة منهن يقول لها النبي في البيعة يطلب منهن العهد ألا يزنين فتقول واحدة منهن: أو تزني الحرة؟!

بعد هذا كله وبعد انتهاء مجلس البيعة أردن المصافحة فإذا برسول الله أطهر الناس وأشرفهم يقول للحرائر الشريفات: إني لا أصافح النساء.
تخيل ثقل هذا على نفس امرأة حديثة العهد بالإسلام، أين رقة النبي وحسن خلقه ووصيته بالنساء ومراعاته لمشاعرهن حتى من تحزين حداء الإبل؟!

من فهم توازن الشريعة= سيعلم أن غاية الوصية بالمرأة هي في الحديث الثاني بقدر ما هي في الحديث الأول سواء بسواء، فكلاهما حرص عليها ورفق بها.

فليس الحرص على النساء وجعل حمايتهن جزء من رسالتك إلا معلمًا شريفًا من معالم رجولتك.

وأول ما ينبغي أن يشمله هذا هو محارمك وأهل بيتك والأقربين.

ولا يكون هذا بما تشتهي نفسك أو بتحريف الشرع، بل للشرع ميزانه في هذا لابد من فهمه قبل العجلة إلى تناول هذه الأمور بالميل والهوى والاسترضاء المضيع للشريعة، فحفظ الخلق مرتبط بحفظ الشريعة والحق.

اقرأ المزيد