أحمد سالم
كان فيه حد كتب بوست إن وهو بيختار موظف عنده بيدخل صفحة الفيسبوك عشان يقيم شخصيته وممكن يرفض توظيفه بناء على ده.
كعادة السوشيال ميديا اتهرى شتيمة، وهري كتير عن الحرية الشخصية وانت ليك شغلي والجو ده، أنا معرفش الشخص، ومعنديش مشكلة إنه ممكن يكون شخص بيستخدم الفكرة بطريقة غلط، لكن اللي عاوز أقوله:
الشخصية، السلوك القيمي والأخلاقي، طريقة التفكير، الاتزان النفسي، طريقة التفاعل الاجتماعي، جزء لا يستهان به من الخيارات الحياتية= حسابات السوشيال ميديا تكشف بعضًا من ذلك بشكل لا يستهان به (وفيه ناس بتعرف تتزين وتخدع) لكن فيه ناس واخدة راحتها عادي، الناس دي كنز.
كمدير كخاطب كمخطوبة كأي حد بيحاول يدخل علاقة مهمة مع حد، اهتم بحساباته، ممكن ما تتعلمش عنه حاجة منها، لكن ساعات كتير بتتعلم منها كتير وبتساعد في اختيارك لشخص يناسب قيمك وثقافتك، مفيش حاجة اسمها المهم شغله، واحد بيقول للي بيعلقوا عنده غور من هنا ياض يا فلاح، خشي المطبخ يا بت يا حائض، البت اللي مش محجبة دي احلقوا لها شعرها، الأطفال اللي في درس دين دول مشروع إرهابيين= الأشكال دي لا توظفهم ولا تتجوز منهم ولا تشاركهم ولا تعرفهم وعلى ذلك فقس.
السوشيال ميديا كنز، تحتاج لمستكشف ذكي ولحذر في الفرز ولاحتياط من المتزينين= لكنها كنز لا يتجاهله ويتجاهل الاستعانة به في الفرز والتقييم إلا شخص لا يعرف الناس.
واللي يتجاهل دور الثقافة (كيف ترى العالم وتفكر فيه) والقيم في التوظيف= فده في الحقيقة مش فاهم تداعيات التباينات القيمية على ثقافة المكان وصورته، وأكيد كلامي هنا عن أخلاقيات المهنة والقيم المتصلة بثقافة المكان مش مجرد اختلاف الآراء أو التوجه الفكري أو السلوكيات الشخصية العادية، وواحد بينشر كوميك.
الشركات العالمية فصلت موظفين بناء على تعليق على تويتر فادعاء إن أسس التوظيف لا تسمح بذلك عبارة عن مغالطة بس.
مقتطفات أخرى
شخصيتك والحياة، هذه المعادلة تشبه إلى حد ما التدريب في كرة القدم، يتسلم المدرب عددًا من اللاعبين، المدرب هنا موظف مثل مدربي فرق المدارس، لا يمكنه التحكم في نوعية اللاعبين فحتى لو اختار فهو يختار من شريحة الطلبة الذين أمامه.
رغم ذلك فالمطلوب من المدرب أن يصل بهذا الفريق ليس إلى أحسن مستوى في العالم وإنما إلى أحسن مستوى يمكن بحسب طاقتهم أن يبلغوه.
فريقك الشخصي معظمه لم تختره، جيناتك، بيئتك، صنعوا جسدك ونفسك وتكوينك العقلي والروحي، تتسلم أنت هذا الفريق في مرحلة سنية تبدأ فيها السعي للتفرد، وتبدأ في الوعي بمسؤوليتك الحياتية، وهنا تأتي أهمية استيعاب دلالة استعارة المدرب والفريق:
المطلوب منك هو أن تكون أحسن نسخة من نفسك، يومًا بعد يوم تجاهد لأجل بلوغ هذه الغاية، تخفق وتصيب، لكنك تجتهد في ألا تزل قدمك عن طريق الغاية، تتطور تتغير تبدل الطرق، لكنك تتحرك دومًا تجاه غاية واحدة، رضا الله والجنة، وأن تُري الله منك ما يحب.
أنت وذلك المدرب تأخذون بيد فريقكم نحو مسابقته الخاصة، يُسابق نفسه لا الناس، وإن فعل كل منكم ذلك فسيكون مع فريقه أبطالًا، سواء كانوا ريال مدريد أو نادي أسوان بطل دوري الدرجة التانية أو مركز شباب مغاغة بطل دوري الدرجة الرابعة، جميع هؤلاء أبطال، يُقارنون بأنفسهم فقط لا بأحد آخر.
وهم أبطال لأنهم يفوزون بعشر بطولات رغم أنهم خسروا في المقابل الكثير، ولكن الحياة لا تقاس بعدد الإخفاقات وإنما تقاس بالريمونتادا، الريمونتادا أهم من كل شيء.
لا شيء يضر الإنسان مثل ضعف مراجعته لنفسه، وقلة الوقت الذي يعطيه للتفكير والتأمل في واقعه، وتحديد ما يريده وما يحتاج له ليُحصل ما يريده.
الضغط المتصل المتتالي، أو الفراغ اللامبالي= كلاهما وجهان لنفس العملة، ويؤديان لنفس النتيجة: أن يسير الإنسان خبط عشواء، ويحترق عمره في أيام يشبه بعضها بعضًا، ومقدمات مكررة تقود لنتائج مكررة.
من يريد أن يفرح بلقاء ربه= لا بد أن يُعد جيدًا لهذا اللقاء، وألا يُضيع عمره هباء.