
أحمد سالم
وقد يكون الإنسان وقد ضاقت نفسه، وغلبه حزنه، وأغرقته كآبته= فيريد أن يخرج من ضنك الحال بمعصية تخدر مزاجه، سواء كان ذلك بعين المخدرات، أو بما هو من جنسها من لهو يقود إلى النار، وكم رأيت من رجال أشداء نفوسهم، كالجبال الرواسي قلوبهم= لم يجد الشيطان مسلكه لهم إلا في طغيان موجة الحزن هذه، في تلك اللحظة الخاطفة التي يحصل فيها انخفاض طاقة درع النفس؛ لضعف خطوط إمداد الروح بالفرح والتقدير وعزيمة الأفعال الكبيرة.
أخي: هذا صاحبك يكلمك قد أضره ما أضرك، وقد أتيتٌ إليك وقد عركتني التجربة فشاهدتُ حتى عجبتُ: كم من سفينة أغرقها خرق أصحابها لألواحها، لم تحطمها ريح، أو يكسرها موج.
معركة إنسانيتك لا يهزمك فيها حزنك، قلعة إيمانك لا ينقبها البلاء، وإنما الذي يهدم حصونك وأنت غافل= هو تلك الاستجابات الغلط لمحنة العيش ورهق التجارب.
مقتطفات أخرى
العام الذي مات فيه أبو طالب عم النبي ونصيره، وماتت فيه خديجة زوجه ومعينه وسماه بعض علماء السير عام الحزن= هو نفس العام الذي دخل فيه رسول الله على زوجته سودة وعقد على زوجته عائشة وأسري به إلى بيت المقدس وعرج به إلى السموات العلى.
موج الحياة يضع ويرفع، لكن المهم أنك هنا، تصيبك ضراء فتصبر لها، وينعم الله عليك بسراء فتشكرها، مستمر في السعي والعمل والاستجابة، تؤدي الذي عليك، والجنة مستراح العابدين.
العام الذي مات فيه أبو طالب عم النبي ونصيره، وماتت فيه خديجة زوجه ومعينه وسماه بعض علماء السير عام الحزن= هو نفس العام الذي دخل فيه رسول الله على زوجته سودة وعقد على زوجته عائشة وأسري به إلى بيت المقدس وعرج به إلى السموات العلى.
موج الحياة يضع ويرفع، لكن المهم أنك هنا، تصيبك ضراء فتصبر لها، وينعم الله عليك بسراء فتشكرها، مستمر في السعي والعمل والاستجابة، تؤدي الذي عليك، والجنة مستراح العابدين.
أفضل أيامك لا بد أن ينخفض خلال يومين أو ثلاثة ليوم متوسط مقبول.
وأسوأ أيامك لا بد أن يرتفع خلال أيام معدودة ليوم متوسط مقبول.
لا يشتد الألم إلا ويهدأ بعدها.
ولا تفرح بالعافية حتى تصاب بشيء بعدها
لكل شيء إذا ما تم نقصان، ولكل فساد أجل ثم يعتدل.
غالب الحياة وغالب العيش وغالب الناس في غالب أيامهم تتوسط أحوالهم
الازدهار عارض والانحدار عارض
لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم.
والفرح هنا الغرور الخدٓاع،
والأسى هنا هو الحزن المقعد.
والأيام دول .. ومن سره زمن ساءته أزمان
وأعقل الناس من توسط ظنه في الدنيا فاستحضر الحذر في سرورها والأمل في حزنها،
والرضا في أحواله كلها.
عن نمو الإنسان وتفرده وانتقاله عن موروثه وما ألفه من المعرفة والدين، إلى وعي جديد بنفسه وبربه وبعالمه كله، يقول ابن القيم:
قال المسيح للحواريين: إنكم لن تلجوا ملكوت السماوات حتى تولدوا مرتين.
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول: هي ولادة الأرواح والقلوب من الأبدان، وخروجها من عالم الطبيعة، كما ولدت الأبدان من البدن وخرجت منه. والولادة الأخرى: هي الولادة المعروفة.
فللروح في هذا العالم نشأتان:
إحداهما: النشأة الطبيعية المشتركة.
والثانية: نشأة قلبية روحانية، يولد بها قلبه، وينفصل عن مشيمة طبعه، كما ولد بدنه وانفصل عن مشيمة البطن.
ومن لم يصدق بهذا فليضرب عن هذا صفحا، وليشتغل بغيره.